fbpx

تحت الرادار وفوقه.. اكبر تحالف إقليمي

مرصد مينا

مسؤول إسرائيلي كبير تحدث إلى موقع “زمان يسرائيل” العبري التابع لتايمز أوف إسرائيل، وصف العملية العسكرية التي قامت بها طهران ضد إسرائيل بأنها “اختراق”، غير أن تلك العملية ادت فيما أدت إلى أكبر تحالف إقليمي ضد إيران، فوق الرادار وتحت الرادار، حرفيا.

وقد تكون العملية تمت بهدوء، مع تسليط الضوء على دور الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإسرائيل، ولكن خلف الكواليس ساهمت كل دولة في تحالف الأمر الواقع بطريقتها.

“وول ستريت جورنال”، التي أصبحت المنصة الرسمية لنقل المعلومات الإسرائيلية، قالت  أن إيران قدمت معلومات مبكرة حول موعد الهجوم للسعودية وقطر، وأنهما نقلا المعلومات لإسرائيل رغما عنهما بسبب ضغوط أمريكية.

أي أن البلدان مررا المعلومات، ولكن ليس بالضرورة بسبب ضغوط خارجية، بل من منطلق مصلحتهما الخاصة.

 تتساءل وول ستريت جورنال: تخيلوا ماذا كان سيحدث لو اكتشفت الولايات المتحدة أنهما تلقتا معلومات مهمة دون تمريرها؟

بالنسبة لطهران، قد يكون هذا نصراً مكلفًا، فهي فعلًا غيرت القواعد في الشرق الأوسط، لكنها في الوقت نفسه أيقظت العملاق النائم حتى الآن. وبالنسبة لإسرائيل، يجب النظر أيضًا إلى نصف الكأس الفارغ، وهو مثير للقلق بالتأكيد. بينما يتم الاحتفال بنجاح المنظومات الدفاعية في صد الهجوم الإيراني، المستوى السياسي يدرك أن ذلك ليس انتصارا.

إيران اشتغلت على تغيير قواعد اللعبة، وفعلياً غيّرتها، ولكن إلى ماذا سيشير مثل هذا الحال؟

التصالح مع إيران بالمعنى الجدي لكلمة تصالح لن يكون ممكناً لا بالنسبة للولايات المتحدة، ولا بالنسبة إلى إسرائيل، وكذلك غير ممكن بالنسبة لمجموع دول الخليج، فالخليجيون يدركون تمام الإدراك تلك العقيدة التوسعية الإيرانية التي تعني فيما تعنيه اجتياح الخليج، سواء بالسلاح كما كانت طموحاتها مع العراق، او بالعقيدة والايديولوجيا وتصدير الثورة كما الحال مع اليمن، وحال كهذا يتطلب ردع إيران كما يتطلب المزيد من التحالفات باتجاه المخاطر الإيرانية، ولابد أن يكون  التحالف في هكذا حال “تحت الرادار” و “فوق الرادار”، وهذا حال الأردن كذلك، وعلى هذا الأساس أعيد تشكيل المحور في المنطقة أثناء الضربة الاسرائلية لطهران وقد أسقطت الصواريخ الإيرانية قبل وصولها إلى أراضي إسرائيل.

الخليجيون يعرفون جدية التهديد الإيراني لبلادهم، والأطماع الإيرانية فيها، ليس من اليوم فحسب بل من أيام الشاه وقد ضاعف الخمينيون هذه المخاطر، فأيام الشاهنشاهية كان اختطاف الجزر الخليجية الثلاث، واليوم إذا ما أغمض الخليجيون أعينهم ستطال الذراع الإيرانية الخليج برمته.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى