fbpx

"الجزيرة".. موقدة الحرائق

بلا أدنى شكً، ستكون أية حرب تشهدها المنطقة زيادة عن الحروب الراهنة، مدمّرة لما تبقى من المنطقة العربية بحدودها ومواردها الرجراجة الراهنة. وبلا أدنى شكّ فالشعوب العربية التي باتت تحت وابل الفقر والعوز واحتمال أن تعود إلى أدغال التاريخ.. بلا أدنى شكّ فهي تحلم بمصالحات عربية / عربية، بل بمصالحات إقليمية تنجيها من احتمالات الدمار الماثلة. غير أن السؤال:

  • كيف ستكون المصالحة، وموقدو النيران يثابرون على إيقادها، ولنأخذ المثال الخليجي على سبيل المثال فهو القابل للتعميم بكل المعاني.

أطلقت محطة “الجزيرة” القطرية، فما الذي سعت إليه وأنتجته؟

  • الحوار والرأي والرأي الآخر؟

لا.. الحوار والرأي والرأي الاخر، يعني أولاً وأخيراً حوار في القيم، لتتوطد منظومات قيم جديدة، تتجاوز قيم الأمس أو تسترسل فيها أوتضيف عليها، فهل هذا ما حصل؟ كل الذي حصل، هو تفكيك كل القيم، لحساب فراغ القيم، والاتجاه المعاكس هو المثال الأبرز، وهاتوا برهاناً واحداً على قيمة أخلاقية أو فكرية وطدها هذا البرنامج سوى هدر كل القيم، ليصل المشاهد إلى العدمية القيمية، أقله عبر التسفيه والتسفيه الآخر بديلاً عن الرأي والرأي الآخر، هذا عداك عن التحريض بكل أشكاله بدءاً من الطائفي والمذهبي وصولاً إلى التحريض العرقي، بما جعل الكل في حالة من التجاور المتناحر بديلاً عن التجاور المتحاور أو المتعايش، وهذا مجرد مثال، غير أنه المثال الذي يعني ما هو أبعد من مجرد ساعة تلفزيونية تقدّم ماهو أقرب إلى “البورنو” السياسي، مما هو سياسي بأي حال من الأحوال. ومادمنا في “الجزيرة”، فمن الطبيعي أن نراجع تاريخ هذه المحطة، وهي المحطة التي أطلقت برامجها باستضافة الإسرائيليين وتكريس حضورهم، في الوقت الذي تعانق فيه حماس وتدعوها إلى اختبار صواريخها، وفي ذات الوقت الذي تسلم إدارتها لاثنين من المفروض أن يكونا على ضفتين متضادتين وهما الشيوعي السابق عزمي بشارة، ومبشر السواطير يوسف القرضاوي، وكلا المتناقضين يتوافقان على لعبة عنوانها:

  • أقتل.

هي ذي الحكاية، ومع هذه الحكاية كيف يمكن التوصل إلى حوار عربي عربي، وكيف يمكن لعامل الاستقرار أن يتوفر إذا كان التأليب والتحقير والتحريض على هذا المستوى من الرعاية الرسمية لإمارة كل حجمها ودورها هو الامساك بفتائل الاحتراق وإشعالها من الخليج الى مصر وصولا الى دول المغرب العربي عداك عما فعلته في سوريا وقد أججت الاحقاد والاقتتال بما جعل التصالح أبعد من الخيال وأقسى من حد السكين؟ الشعوب العربية تتمنى اليوم، وغداً وفي كل لحظة التصالح العربي العربي.. التصالح في المسألة اليمنية.. التصالح في المسألة السورية.. التصالح الفلسطيني الفلسطيني.. التصالح في افريقيا العربية. ولكن متى وكيف يمكن أن يحدث ذلك إذا كانت اطفائيات الحرائق أقل قدرة من حرائق تتنقل كما البراكين وبهذه الرعاية من “جزيرة” هي بيت عنكبوت جماعة الاخوان الذين لا يكونون إن لم تكن المقابر؟ مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي “مينا” حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى