fbpx

بعدما ساهمت بقتلهم.. تركيا تسير في جنازة السوريين

أوصت تركيا لنفسها بإدارة الملف السوري، بعد استخدام أزلامها الذين صنعتهم على نار هادئة لخدمة مصالحها، بعدما طمست مصالحهم الوطنية التي خرجوا من أجلها، حتى أوصلت أنقرة، ثوار سورية إلى حالة يرثى لها من التشتت والضياع، وهي التي باعت بهم واشترت مصالحها عبر منصة أستانة، وملعب سوتشي، بتوافقات أبرمها الرئيس التركي “أردوغان” مع حليفه القوي في سورية “بوتين”.

فتركيا، التي تدعي أنها الضامن للسوريين في الشمال السوري، وزرعت نقاط مراقبة على امتداد مواقعهم، لم تحرك ساكن لدفع الموت والتهجير عنهم، بل يقول خبراء في الشأن السوري، ان أنقرة باعت السوريين وقضيتهم لصالح مصالحها الشخصية في سورية، مستغلة ذراع الإخوان المسلمين الموالي لها على الجانب السوري، بعد أن أبعدت السوريين عن المجتمع الدولي، وعمقهم العربي.

وبعد الخسائر الكبيرة التي منيت فيها المعارضة السورية في الشمال السوري، أمام ناظري الحاكم التركي، خرجت حكومة الأخيرة بتصريحات وصفت بـ “ذر الرماد في العيون”، حيث وجهت الحكومة التركية تهديداً شديد اللهجة إلى نظام الأسد في حال تم استهداف القواته العسكري المتواجدة على الأراضي السورية الشمالية في محافظة إدلب شمال سورية.

ليحذر وزير الخارجية التركي “مولود تشاوش أوغلو” اليوم الثلاثاء، دمشق بعبارة “على النظام عدم اللعب بالنار” وذلك بعد ضربات جوية من الطيران الحربي الروسي والسوري أمس الاثنين، أدت إلى إعاقت تقدم رتل عسكري تركي أرسلته أنقرة إلى إدلب حيث تنشر أنقرة نقاط مراقبة.

كما قال “تشاوش أوغلو” خلال مؤتمر صحافي في أنقرة “على النظام ألا يلعب بالنار”، وأضاف “سنفعل كل ما يلزم لضمان أمن عسكريينا ونقاط المراقبة الخاصة بنا. لكننا نأمل ألا تصل الأمور لذلك”، بدون أن يعطي تفاصيل.

تصاعد التوتر بين النظام السوري وأنقرة أمس الاثنين 19 آب الحالي، بعد وصول رتل تعزيزات عسكرية تركية إلى حدود مدينة خان شيخون كبرى مدن ريف إدلب الجنوبي حيث حققت قوات النظام الإثنين مزيداً من التقدّم وباتت تسيطر على أكثر من نصف المدينة.

كما أثار وصول هذه التعزيزات غضب دمشق، ونددت وزارة الخارجية السورية، بدخول “آليات تركية محمّلة بالذخائر.. في طريقها إلى خان شيخون لنجدة الإرهابيين المهزومين من جبهة النصرة” بحسب ما جاء على لسان مسؤول في وزارة الخارجية الروسية.

وأعلنت أنقرة عن تعرض رتل عسكري أرسلته أمس الإثنين 19، جنوب إدلب لغارة جوية غداة دخول قوات النظام الأطراف الشمالية الغربية لخان شيخون، ونددت أنقرة “بشدة” بهذا الهجوم، مؤكدةً مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة 12 آخرين فيها.

وتعتبر أنقرة أن المناطق السورية الشمالية “محافظة إدلب وريف حلب” بمثابة حزام أمني لتركيا من القوات الكردية التي تعتبرها الحكومة التركية “إرهابية” لذلك تسعى إلى إحكام السيطرة عليها المباشرة وغير المباشرة، كما تعمل حكومة أنقرة على استبعاد كل السيناريوهات التي قد تؤدي بإدلب المعقل الأخير للثورة السورية إلى نفس النتيجة في مدينة حلب السوري، حيث تمكن نظام الأسد من إحكام سيطرته عليها بعد شهور من القصف الهمجي المتواصل ما دفع ناشطين وقتها إلى نشر وسم “حلب تحترق”.

مرصد الشرق الأوسط وشمال افريقيا الإعلامي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى