fbpx

2024 عام الحرب على لبنان

مرصد مينا

كل المؤشرات تقول أن الحرب ستتسع لتشمل لبنان.. حزب الله يحكي عن هذا الاحتمال بنصف لغة، فيما اللغة الإسرائيلية صريحة بهذا الشأن، أما عنوانها فهو على النحو التالي:

ـ ٢٠٢٤ سيكون عام الحرب.

هذا ليس عنواناً لمادة صحفية،  فالمعلومات الواردة من تل أبيب تفيد بأن قيادة الجيش الإسرائيلي، هي من تقول ذلك، تقول ” العام  المقبل سيكون عام حرب”، وإذا كان الأمر كذلك فبماذا يوصف عامنا هذا؟

ـ هل نصفه بعام التزلج على الجليد إن لم يكن عام حرب؟

بالنسبة للإسرائليين فالمقصود بالعام المقبل هو عام الحرب، يعني هو عام الحرب مع حزب الله وإيران، وهو يعني عام الحرب بكل ما يعني ذلك من حيث استدعاء قوات الاحتياط والتأثير على المرافق الاقتصادية المدنية، وعلى جهاز التعليم وإسعادة سكان “غلاف غزة” والبلدات القريبة من الحدود اللبنانية لبيوتهم.

استمرار حالة الحرب خلال العام المقبل لا يتعلق بالحرب على غزة، وإنما باحتمالات تطور القتال بين إسرائيل وحزب الله، المحدود حاليا، إلى حرب واسعة.

في الوقائع فإن تصعيد الغارات والقصف الإسرائيلي على الجنوب اللبناني يدفع السكان إلى النزوج شمالاً، وفي ظل التقديرات اللبنانية فإن عدد النازحين اللبنانيين حالياً قد تجاوز ١٠٠ ألف نازح.

الجيش الإسرائيلي يعتبر أن نزوح اللبنانيين شمالا من شأنه أن يزيد الضغوط على أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، الذي لديه حساسية كبيرة تجاه مكانته لدى جمهوره، وهذا الأمر سيدفعه إلى توسيع رقعة الحرب بما يجعل الأمور تخرج عن السيطرة، هذا من جهة ومن جهة أخرى فحجم الاغتيالات التي واجهها حزب الله وطالت العديد من قياداته ستدفعه نحو هذا الخيار، دون نسيان أن هذه الاغتيالات طالت قيادات من الحرس الثوري الإيراني بما  يجعل إيران عاجزة على التمتع بحصانة وهذا ما يقرّب من احتمالات امتداد الحرب بمواجهة حزب الله وكذلك بمواجهة الإيرانيين لتتجاوز الحرب سياسة الاغتيالات واستهدافات تطال قيادات إيرانية وكان آخرها القصف الإسرائيلي لمركز تابع للحرس الثوري الإيراني في منطقة ببيلا جنوب دمشق يوم أمس، كمواجهة

إسرائيلية لإسهام إيران في معركة غزة، وهو أمر لابد ويدفع إيران أيضاً إلى التصعيد العسكري بالتزامن مع تصعيد عسكري على الجبهة اللبنانية.

السياسة الإسرائيلية المعلنة تقول إنه من الأفضل الاستمرار أولا بمعالجة أمر حماس وقطاع غزة، وعدم التورط حاليا في حرب إقليمية أوسع. لكن التطورات الميدانية تنشئ مخاطر لحدوث دوامة، وليس مؤكدا أنه بالإمكان وقفها.

معظم اللبنانيين اليوم، يحسبون للحرب، معارض لحزب الله وموال له، وفي الحالين يعرفون أن أثمان الحرب ستكون بالغة التكلفة، فيوم هدد الإسرائيليون بإعادة لبنان إلى العصر الحجري، لم يطلقوا تهديداتهم هذه من الفراغ، فالطاقة التدميرية للسلاح الإسرائيلي اختبرت في حرب غزة، وهي طاقة تدميرية قادرة بلا ريب على إحداث “عصر حجري” في بلد غارق بكل أسباب خروجه من الزمن.

ـ لا توافق داخلي على الحرب أو السلام.

ـ لا حكومة ولا مصرف ولا مشفى.

وفوق هذا وذاك لا من يجمع فيما ينتعش كل ما يفرّق.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى