fbpx

قبل أن يأكلونه.. نتنياهو يأكل نفسه

 مرصد مينا

هو صراع “الكباش” في إسرائيل، ولا مكان لمواطنيهم الأسرى لدى حماس، ففي صراع الفيلة تتحطم المرايا، ذلك ما يحدث في بيت الزجاج الإسرائيلي، وكانت “نيويورك تايمز” قد نشرت تقريراً لن يصيبنا بالذهول أما تقريرها  فيفيد بموت أكثر من 50 من بين الـ 136 مخطوفاً في قطاع غزة، لتقول “نيويورك تايمز”:

ـ  لم يفاجئ أحداً في الجهاز الأمني والسياسي، أو حتى في الإعلام.

ومن بعدها تفيد بأن هؤلاء تركوا لمصيرهم في 7 أكتوبر يموتون هناك.

وماذا غير ذلك؟

بعضهم أعدمهم آسروهم، وبعضهم يموتون بسبب مرض أو إصابات لم تعالج، وربما حتى بنار الجيش الإسرائيلي، وآخرون اختطفوا أمواتاً. تركوا لمصيرهم، والآن يضحون بهم من أجل شعارات عليلة مثل “الانتصار المطلق”، ومن أجل جمهور يقدس استمرار القتال قبل أي شيء. حتى لو أصبحت عديمة الجدوى من أجل بقاء شخص واحد وحكومة واحدة.

“ها آرتس” تعلن أسفها فوفق كلامها ” ها هو نتنياهو قد حسم أمره لصالح سلم أولوياته. صفقة لتحرير المخطوفين بثمن باهظ – يجب أن يكون باهظاً ومؤلماً – سيضعضع ائتلافه، وربما يؤدي إلى تفككه”.

أما عدم عقد الصفقة فـ ” ربما سيؤدي إلى انسحاب غانتس وآيزنكوت، لكن الحكومة ستفعل ذلك بالتأكيد. صحيح أن حماس صعبت الأمر على إسرائيل بالمطالبة بوقف الحرب وإطلاق سراح جماعي للسجناء، ولكن ما الذي قاله نتنياهو، لقد قال “هذه هي الحياة”، انتصروا في 7 أكتوبر لا نحن”.

 رد حماس  وفق ها آرتس اعتبرته جهات إسرائيلية بأنه “سلبي مطلق”، وحتى نتنياهو لم يخرج عن أطواره ليدفع بصفقة ما قدماً.

ثم تساءلت الصحيفة الإسرائيلية “ما الذي فكر بحدوثه بعد حملة خطوطه الحمراء؟ ومن الذي كسب؟ طبعاً لم يكن المخطوفون المساكين أو أبناء عائلاتهم الذين يكادون يصابون بالجنون واليأس هم الذين كسبوا. إذاً، من؟ الكاسب هما بن غفير وسموتريتش وقاعدتهما السياسية.

في مقال موسّع ممهور بتوقيع الصحفي الإسرائيلي يوسي فيرتر جاء ها آرتس”،”في تشرين الأول 2011 أمر نتنياهو بإطلاق سراح 1027 مخرباً مقابل جندي واحد. فهل استخدم (أيضاً) في حينه الاعتبارات السياسية على خلفية الاحتجاج الاجتماعي، أم أن قلبه تفطر على الجندي؟ حسب شهادته، فالاعتبار الثاني هو الحاسم. من المهم كيف سيعيد كتابة سيرته الذاتية مرة أخرى عندما سيضطر إلى التطرق، لا سمح الله، لموت أكثر من 100 مخطوف في أسر حماس في القطاع. ما الذي سيقوله عندها عن إظهار التصلب والانغلاق في شتاء 2024، الذي جاء بعد فشل ذريع ومذبحة لم يشهدها الشعب اليهودي منذ الكارثة”.

ستجيب ها آرتس على النحو التالي ” الأمر الذي لم يقله نتنياهو تقوله أبواقه في القناة 14، هم يرددون أصداء الرسالة التي أملاها عليهم مكتب رئيس الحكومة، بأن الحكومة اليمينية أهم من المخطوفين. بتهكمهم المتميز، يبذل رئيس الحكومة كل ما في استطاعته من أجل إفشال احتمالية التقدم؛ في الوقت الذي ينشر فيه فيلماً تلو الآخر مع أقوال مثل “لن نطلق سراح آلاف المخربين” و”لن نوقف الحرب”؛ وفي الوقت الذي يشجع فيه وزراء الحكومة على التمادي بهذه الروحية في جلسات الحكومة والتشاجر حول أمور لم تذكر قط في محادثات باريس؛ وفي الوقت الذي يزور فيه الميدان ويلتقي الجنود لإلقاء رسالة حملته عليهم وهي “الانتصار المطلق”؛ وفي الوقت الذي يبدون فيه مجرد زينة سياسية. ربما يتساءلون في أعماقهم لماذا لا يتحدث معهم ولو بكلمة عن هدف آخر: إعادة المخطوفين، فهذا مهم كما يراه عدد منهم.

ـ هل ثمة انتصار لإسرائيل؟

ها آرتس تتكفل بالإجابة “لم يكن ولن يكون هناك انتصار مطلق أو انتصار “ساحق” إذا مات كل أو بعض المخطوفين وأعيدوا في توابيت، أو إذا لم يعودوا أبدا وفقدوا إلى الأبد. غانتس الذي بات يتلهف للانسحاب من حكومة التنصل هذه، قال صراحة: “من غير الصحيح إعطاء العدو معلومات ونعرض خطوطاً حمراء (فيما يتعلق بالخطة المستقبلية). لنبقي ذلك في الغرف المغلقة”. غانتس يعرف ما يفعله نتنياهو، لكن في ظل الشروط التي عرضتها حماس، لا يملك أي ذريعة للانسحاب. ربما نعرف الآن ما فهمه شريكه غادي آيزنكوت في نهاية الصفقة السابقة عندما أيد نبضة إضافية أحبطتها الحكومة. لو وافقنا رغم خرق حماس للشروط السابقة، لكان معنا سبعة أشخاص آخرين، الذين هم أو بعضهم ليسوا على قيد الحياة الآن”.

أمس،  والكلام لـ “هاآرتس”، كان أحد الأيام الصعبة في الحرب الباردة بين المعسكر الرسمي والليكود. غانتس ونتنياهو تشاجرا على كل شيء، بما في ذلك هجوم نتنياهو غير المتوقع ضد قيادة المنطقة الوسطى التي أجرت سيناريو لاختطاف طفل فلسطيني على يد المستوطنين أثناء مواجهة شاملة في الضفة خلال تدريب. ظهر هذا وكأن نتنياهو أصبح على استعداد لانسحاب غانتس وآيزنكوت، ويعمل الآن على إقامة بنية تحتية للتشهير به.

تساءلت الحكومة أمس عن تأثير نبأ في الصحيفة الأمريكية، أن جهات إسرائيلية أكدت (لكن ليس بشكل رسمي). هل ستزيد عائلات المخطوفين الضغط وتنتقل إلى نشاطات أكثر تطرفاً؟ مقولة “الزمن ينفد” تبدو الآن مختلفة. من جهة أخرى، فالتعاطف المعاكس والهجومي والمتماهي مع اليمين، وهزيمة قيادة حماس واجتثاثها واستئصالها وإحضار رؤوس قادتها، ربما يتغلب.

أعلن رئيس الحكومة في جلسة قائمة الليكود، أن “تحقيق الهدف الأخير سيستمر أشهراً وليس سنوات”. لا يملك أساساً لهذا التفكير. ولكن حتى طرح هذا الهدف يخدمه سياسياً، فكل أمر يفعله أو يقوله مخصص لذلك.

جبهة تضاف إلى جبهة غزة.. إنها في غرفة أركان الحرب.

ثمة من يأكل الآخر، سوى  أن بنيامين نتنياهو لن يسمح لهم بالتهامه:

ـ يفضل الرجل أن يأكل نفسه؟.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى