fbpx

“شيعة الجنوب” لا تأخذونا إلى الجحيم

مرصد مينا

“حزب الله” يساوي “خطوة إلى الأمام خطوتان إلى الوراء”، أما حكومة بنيامين نتنياهو فقد وعدت جمهورها بإعادة لبنان إلى العصر الحجري، والتوقيت:

ـ ما بعد الانتهاء من تدمير غزة.

اللبنانيون منقسمون، ليس انقساماً لنصفين، بل انقسامات متشظية، ودون اللجوء إلى مراكز وحسابات النسب، فالأغلبية الساحقة من اللبنانيين لا يؤيدون الحرب مع إسرائيل، حتى وصل الأمر بـ “محسوبين” على حساب الله أو حلفاء له، برفض الحرب، وهذا وئام وهاب المعروف بلغة “الصرماية” يكرر بداية على استحياء ومن بعدها بصوت مرتفع:

ـ لا نريدها.

وكذا حال جبران باسيل الفتى المدلل لحزب الله، ومن بين بيئة حزب الله اللصيقة من يرفض زج لبنان في الحرب بما يعلو على قواعد الاشتباك، فالحرب بالنسبة لهؤلاء :

ـ لن تنقذ غزة ولن تبقي على لبنان.

فما حال القوى الأخرى من خصوم حزب الله كما القوات والكتائب والذين يتجهون إلى بيئة حزب الله بالقول:

ـ إذا ماوقعت الحرب فبيوتنا لن تكون مفتوحة للجنوبي المهجّر.

في حسابات الربح والخسارة، سيكون حزب الله خاسراً، وفي حساباتها، فالإيرانيون الذين انزلقت ألسنتهم بالقول أن عملية طوفان الأقصى جاءت ثأراً لاغتيال قاسم سليماني، لم يدّخروا منصّة لسحب زلة لسانهم هذه والعودة إلى لغة:

ـ ما كنا نعلم.

حزب الله على يقين أنه لو خاض حرباً بالنيابة عن “الولي الفقيه”، فللولي حساباته التي لن تأخذ حساباً لحزب الله ولا لضحاياه فإذا ما انغمس الحزب بالحرب فاللغة الإيرانية ستكون “إذهب أنت وربك وقاتلا”، وهكذا سيكون حال الحرس الثوري وقد تجوّلت الصواريخ الإسرائيلية مراراً لتستهدف قياداته في دمشق، كما تستهدف مطاري دمشق وحلب لإصابة سلاحه المشحون من طهران في طريقه إلى لبنان، ما يعني أن “وحدة الجبهات” التي حكى عنها الإيراني وصولاً إلى الحوثي، لم تعد سوى أهزوجة ليس لها فعل حاسم، فالإيراني الذي يقاتل بالآخر، لن يجرّ جيوشه ليقاتل بالأصالة عن نفسه، وهو ما بات حزب الله يعلمه جيداً، وربما هذا ما يجعل حسن نصر الله يتوقف عن إطلالاته وخطاباته المتلفزة متوجهاً إلى جمهور غاضب، هو اليوم الجمهور الذي يتحسب لدمار ما بعده من دمار، في بلد لا الطحين فيه متاحاً ولا سرير المشفى فيه قادر على استقبال جريح، اما ظهره فإلى الحائط إن لم يكن إلى الخصم، ما جعل حزب الله أمام واحد من خيارين، لن يكون ثمة خيار ثالث أمامه:

ـ إما القبول بالترسيم البري مع إسرائيل أسوة بالترسيم البحري وبقلم “هوكشاين”، ولهذا معنى واحد، عنوانه “القبول بدولة إسرائيل” بديلاً عن “خيوط العنكبوت”، ولا شك بأن نبيه بري يشتغل على خط إقناع حزب الله بهذا الترسيم، ومن بعده تسقط كل مبررات سلاح حزب الله لو حدث.

ـ وإما الانتحار بالحرب، والبوارج الأمريكانية على جاهزية عالية لا ستكمال ما تعجز إسرائيل عنه، وستكون الخطوة الإسرائيلية تدمير لبنان مع تدمير حزب الله، والنتيجة كما نتيجة الخيار الأول إسقاط ما تبقى من مبررات سلاح حزب الله.

في الحالين سيكون المآل إسقاط سلاح حزب الله، وفي الحالين انفضاض جمهور الحزب عنه، ما يقوده إلى العراء الكامل، ما بعد إذعانه لواحد من الخيارين مع اختلاف تكاليف كل منهما.

من يذهب إلى جنوب لبنان، وتحديداً إلى “شيعة جنوبه” لابد ويتلمس لغة أخرى، لغة ليس من مفرداتها:

ـ كرمال صرماية السيد.

لا ثمة لغة أخرى عنوانها:

ـ لا تأخذونا إلى الجحيم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى