fbpx

الديمقراطية.. عربة الإسلاميين

هي الديمقراطية.. الورقة التي يمكن أن ينقعها ويشرب ماءها، وهي كذلك حين يسقط في الانتخابات. وحين يفوز: يعلّقها في صدارة مكتبه / بيته / بل وعلى بزته وسرواله الداخلي. وكان سقوطه في اسطنبول.. نعم في اسطنبول، المدينة التي تحمل بالنسبة له زواج التاريخ العثماني، بالموارد وحركة البزنس، ولولا ذلك لما كان تأثير سقوطه فيها، يزيد عن سقوطه في أنقرة، تلك العاصمة التي أحدثها أتاتورك كعاصمة لتركيا الحديثة التي أسقطت عن كاهلها تاريخ الامبراطورية العثمانية، تلك الإمبراطورية التي مرضت ونقلت أمراضها إلى عالم إسلامي مازال يواجه أمراضها إلى اليوم. من أجل ذلك، قرّر رجب الطيب أردوغان إعادة الانتخابات البلدية في اسطنبول، وليس مهماً عرض الحائط الذي ألقى بصناديق الانتخابات إليه. اسطنبول بالنسبة لأردوغان، هي مدينة المقاولات، ومزراب الذهب، وأكثر من ذلك هي المساحات الشاسعة التي تلعب فيها سلالاته بدءاً من مطارها العظيم، وصولاً لتعبيد آخر زقاق فيها، وليس من نكسة تساوي نكسته في اسطنبول وقد فاز بانتخاباتها رجل واعد بالزعامة هو إكرام إمام أوغلو، والذي يعني فوزه بداية النهاية لأردوغان، وكان أردوغان قد انطلق في الهيمنة على تركيا من مدينة استنبول. وهكذا كانت الديمقراطية بالنسبة لأردوغان، هي القاطرة التي بوسعه النزول منها حيث يشاء ومتى شاء، وسط حملات عنف مركبّة تشهدها تركيا، وهي حملات تطال الصحفيين والكتاب والقضاة وضباط الجيش والشخصيات التركية الجامعة، وبطبيعة الحال تطال الأكراد وجميع المعارضات التركية بدءاً من مجموعات غولن وصولاً إلى اليسار التركي، وتحت مظلة حماية الأمن القومي التركي المدعوم من الإسلاميين المنتشرين في كل الأصقاع، وهاهي تقارير دولية عديدة تؤكد بالوثائق والأدلة التي لاتحتمل التشكيك في مصداقيتها، مرور قوافل “داعش” و”جبهة النتصرة” من الحدود التركية وبحماية جهاز “الميت” التركي إلى الأراضي السورية، لتخوض هذه الفصائل المعارك بالنيابة عن أردوغان في تشتيت، وضرب، والإجهاز على القوى العلمانية والمدنية، ليس في تركيا فحسب، وإنما في البلدان المجاورة لتركيا، ومن بينها سوريا حيث أجهضت (نصرته)، و (داعش)، الثورة السورية وأحالتها إلى اقتتال الفصائل مع الفصائل، وبما فتح الطريق كل الطريق لفوز النظام، وهاهو أردوغان ينسق مع الروس والإيرانيين للمزيد من اجتثاث أية قوة سورية واعدة، ولا بد أن تكون بداية المرحلة الثانية من إدلب والتي يسلمها اردوغان قطعة قطعة للنظام. هي ذي ديمقراطية الإسلاميين. تعيش الديمقراطية إن فازوا فيها. تسقط الديمقراطية إن سقطوا فيها. هي القاطرة التي يمكن النزول منها.. الصعود إليها حيث يشاؤون ومتى يشاؤون. مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي “مينا” حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى