fbpx
أخر الأخبار

أفغانستان في لبنان

لبنان بالنسبة للأمريكان “جارة إسرائيل” لا جارة القمر كما يحلو للزجالين اللبنانيين، ولهذا فمصيره يهمهم:

ـ يهمهم إلى درجة أن لاتطاله فوضى سلاح الأزقة، لافوضى الطعام.

فوضى اللقمة طالت البلد، وكذلك فوضى الدواء، المحروقات، حتى وصل الأمر إلى لقمة الجيش.

غير أنهم (ونعني الأمريكان)، وكأنما يتدحرجون ليتحولوا إلى امبراطورية “بلا أنياب”.

في أفغانستان فقدوا أنيابهم، وكذلك حالهم مع الإيرانيين وتلك حقائق لاصلة لها بالنوايا، الرغبة، هي حقائق، وربما وبفعل هذا بدت رخاوتهم في “الملف اللبناني”، وكانت الرخاوة صريحة وواضحة في سياق زيارة أعضاء من لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي إلى بيروت وتصريحاتهم من مطار بيروت، تلك التصريحات الفاترة التي لاتقول وإن قالت.

ما لم تقله، أن أمريكا رفعت صراعها مع حزب الله (باعتباره ذراع ايرانية) إلى الرف، وربما رفعته إلى الثلاجة فجمدته، فالمطلوب من اللبنانيين وفق رؤى الوفد:

ـ حكومة.

مجرد حكومة دون اشتراطات خلوها من حزب الله أو محازبي حزب الله.

وما قالته، فتح الطريق لبواخر النفط الإيرانية القادمة الى لبنان، فلا عقوبات، ولا أمريكيون ممن يحزنون.

وكانت دورثي شيا، ترافق الوفد، وهي المرأة الأكثر عداوة لحزب الله غير أنها لابد وهمست للزائرين بأن العقوبات الامريكية لم تكن مفيدة بمواجهة “حزب الله” فبنك الجمّال، ليس عصب للحزب، ذلك أن أعصاب الحزب تشتغل بـ “المال الأسود” و “المخدرات”، وليس من وسيلة لحصار لا المال الأسود ولا المخدرات، وبالنتيجة فالمواجهة فشلت مع حزب الله تمامًا كما فشلت مع طالبان، دون نسيان تلك الخيوط التي تجمع طالبان، حزب الله، مع تنظيم القاعدة، الذي يوشك أن ينتفخ من جديد ما بعد الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، وبالتالي “التسليم لحزب الله” فيما حلفاء أمريكا في لبنان من أحزاب ومنظمات مجتمع مدني، فاسدون، هزيلون، متشتتون، صراعاتهم تأكلهم، وليس من مهام الأمريكان التسديد على الأهداف وإطلاق الرصاص بعد أن يحشو بنادق حلفاءهم بالرصاص، فأن يكون هؤلاء هم حلفائها فبلا شك سيكون الأمريكان “من الخاسرين”، وتلك مصيبة أمريكا.

مصيبتها في حلفائها:

ـ حلفائها في العراق.

ـ حلفائها في أفغانستان.

وأخيرًا حلفائها في لبنان.

وليس بعيدًا ذلك اليوم الذي نرى هؤلاء الحلفاء يهرعون وراء الطائرة الأمريكية في مطار بيروت لتخرجهم من البلد إلى المنافي بصفة لاجئين.

يشتد عود حزب الله، مقابل هزالة أعواد هؤلاء الحلفاء، فلماذا تراهن الإدارة الأمريكية على الخيول المكسورة في مثل هذا السباق؟

الرهان خاسر، هذا ما تعرفه الإدارة الأمريكية.

لعنة الفساد، هي ورقة القوة الإضافية وقد منحها حلفاء أمريكا لحزب الله.

قوي حزب الله بوساخة وفساد خصومه،  حتى غطّت وساختهم وفسادهم على كل وساخاته وفساده.. والنتيجة؟

ـ أفغانستان، هو النموذج التي تعيده لبنان.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى