fbpx

السترات الصفراء.. تبدأ بالتدفق إلى "الشانزليزيه"‏

بدأت طلائع محتجي “السترات الصفراء” بالتدفق باتجاه جادة الشانزليزيه السبت تحيط بهم قوات أمنية كبيرة ‏لسبت خامس من التظاهرات التي تشكل اختبارا للرئيس ايمانويل ماكرون الذي يواجه صعوبة في احتواء ‏الغضب على الرغم من سلسلة تنازلات قدمها لتعزيز القدرة الشرائية‎.‎ وبدت باريس من جديد مدينة في حالة حصار من آليات مدرعة في الشوارع إلى انتشار أمني كثيف ومصارف ‏ومحلات تجارية سدت واجهاتها بألواح خشبية‎. ‎ وفي أجواء البرد القارس، بدأ المتظاهرون يصلون في مجموعات اعتبارا من الساعة الثامنة‎.‎ وفي يوم السبت من الأسبوعين الأخيرين بلغ عدد المتظاهرين 136 ألف شخص. لكن التجمعات شهدت أعمال ‏عنف خصوصا في باريس‎.‎ ويزداد تأثير هذه الأزمة الاجتماعية غير المسبوقة والأسوأ في عهد ماكرون، على الاقتصاد الذين ستكون نسبة ‏نموه الضعيفة أساسا، أقل من التقديرات‎.‎ وحول قوس النصر الذي تعرض للتخريب في الأول من كانون الأول/ديسمبر، تمركزت شاحنات الدرك منذ ‏الفجر بينما شوهدت شاحنات مزودة بخراطيم مياه في الجادة التي تحولت خلال أسابيع إلى مركز التظاهرات‎.‎ ولمواجهة أي فلتان، أعلنت السلطات في باريس عن نشر ثمانية آلاف عنصر من قوات الأمن و14 آلية مدرعة‎. ‎ وكان سكرتير الدولة الفرنسية للشؤون الداخلية لوران نونيز “نتوقع تعبئة أقل حجما لكن مع أفراد أكثر تصميما‎”.‎ ودعا أحد محتجي “السترات الصفراء” من فوكلوز (جنوب) كريستوف شالانسون الذي يعد من الممثلين ‏‏”البنائين” في الحركة، إلى “مزيد من الحزم” وقرر التظاهر السبت ‏‎”‎حتى استقالة” الرئيس‎.‎ وصرح ماكرون الذي تهاجمه هذه التظاهرات، في بروكسل أمس الجمعة أن “بلدنا يحتاج اليوم إلى الهدوء، ‏يحتاج إلى النظام‎”. ‎ وأضاف الرئيس الفرنسي الذي كان يتحدث في ختام قمة أوروبية “قدمت ردا” على مطالب ‏‎”‎السترات الصفراء” ‏أن “الحوار (…) لا يتم باحتلال الأماكن العامة والعنف‎”.‎ وكان ماكرون المصمم على ألا يسمح لهذه الحركة بوأد برنامجه الطموح للإصلاحات التي تواجه معارضة ‏كبيرة، قدم سلسلة تنازلات إلى “السترات الصفراء” أكثرها رمزية زيادة المساعدات الاجتماعية للذين يتلقون ‏حدا أدنى من الأجور بمقدار مئة يورو‎.‎ لكن المواقف من إجراءات ماكرون كانت مبتاينة داخل حركة الاحتجاج التي تطالب بخفض الضرائب وتعزيز ‏القوة الشرائية‎.‎ ودعا المعتدلون منهم الممثلون بمجموعة “السترات الصفراء الأحرار” إلى “هدنة‎” ‎ورأوا أنه “حان وقت ‏الحوار”، لكن آخرين أبدوا تصميمهم على النزول إلى الشوارع من جديد للحصول على مكاسب اجتماعية ‏واقتصادية جديدة‎.‎ وعنونت صحيفة “لوباريزيان” السبت “تحقيق الهدف أو خسارة كل شىء”، بينما كتبت صحيفة ‏‎”‎لوفيغارو” أن ‏‏”ماكرون يعول على التشاور لإخماد الاحتجاج‎”.‎ وتخشى السلطات وقوع حوادث جديدة بعدما انتهى السبت الماضي بعدد قياسي من الموقوفين (حوالى ألفين) ‏وأكثر من 320 جريحا وأضرار في العديد من المدن بينها باريس وبوردو وتولوز (جنوب غرب). وكان نحو ‏‏136 ألف شخص نزلوا إلى الشوارع في ذلك اليوم‎.‎ وفي الوقت نفسه، ستجري عمليات تفتيش في الطرق ومحطات القطارات ووسائل النقل المشترك في باريس‎.‎ وستفرض إجراءات حماية على الدخول إلى المؤسسات مثل قصر الاليزيه والجمعية الوطنية‎. ‎ وقررت مجموعة “كيرينيغ” للسلع الفاخرة (غوتشي وايف سان لوران وبوشرون) إغلاق محلاتها، لكن المراكز ‏التجارية الكبرى مثل “غاليري لافاييت هوسمان” ستفتح أبوابها‎.‎ وفي بوردو التي شهدت أعمال عنف واسعة السبت الماضي، سيكون عدد من الحدائق العامة والمكتبات ‏والمتاحف والأوبرا مغلقة‎.‎ وفي جنوب شرق فرنسا، في مدينة أفينيون، منع التظاهر داخل المدينة القديمة‎. ‎وستجري مسيرة خارجها في ‏ذكرى مصرع أحد المحتجين بعدما صدمته شاحنة عند دوار‎.‎ وكالات مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي''

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى