fbpx

تطورات الحسكة على وقع الإنسحاب الأمريكي من شمال شرق سوريا

شهدت المنطقة الاسبوع الماضي تطورات سياسية وعسكرية بعد قرار واشنطن الانسحاب من سوريا وقد طرح مرة ‏أخرى موضوع قديم وجديد بالوقت نفسه وهو دخول قوات “بيشمركة روج أفا” المتواجدة في اقليم كردستان العراق إلى ‏سوريا على الطاولة من جديد، حيث دخل يوم الاحد الماضي وفد من “بيشمركة روج افا” الى مناطق سيطرة قوات ‏سوريا الديمقراطية “قسد” في شمال شرق سوريا بهدف التفاوض مع قيادة “قسد” التي تشكل الوحدات الكردية عمودها ‏الفقري حول مسألة عودتها الى المناطق الكردية وللانتشار على الحدود‎.‎ والتقى الوفد بمسؤولين عسكريين أمريكيين في احدى القرى الحدودية بريف مدينة المالكية لعدة ساعات ثم عادوا الى ‏إقليم كوردستان العراق ولم يدخلوا كقوة عسكرية كما يتم الترويج له‎.‎ ومن جهتها ذكرت وكالة “باسنيوز” الكردية نقلاً عن مصدر عسكري كردي عن احتمال انتشار الألاف من مقاتلي ما ‏يسمى “بيشمركة روجافا” المتواجدين حالياً في اقليم كوردستان العراق بدعم وموافقة أمريكية‎.‎ إلا ان قوات سوريا الديمقراطية “قسد” قد نفت على لسان الناطق الاعلامي باسمها نوري محمود الخبر.‏ من جانبه أكد المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري في تصريح له يوم الاثنين الفائت أن قوة من ‏‏”بيشمركة روج افا” دخلت الأراضي السورية بالتنسيق مع الولايات المتحدة وبعلم قوات ميليشيا قسد‎.‎ ‎ ‎واكد جيفري قائلاً إن “بيشمركة روج افا” دخلت الأراضي السورية للمساهمة في بسط الأمن، بالتنسيق معنا، وبعلم ‏قوات سوريا الديمقراطية‎”.‎ وبعد تصريح “جيفري” كشف مصدر عسكري تابع لــ “قسد” انهم قد ألتقوا فعلا بالوفد وقد وضعوا عدة شروط حتى ‏يوافقوا على دخول قوات “بيشمركة روج افا” الى مناطق سيطرتهم واهمها: عدم دخول بيشمركة روج افا المدن وعدم ‏اقامة استقبالات جماهيرية وعدم حضور الاعلام والاكتفاء بتأمين نقلهم وتوزيعهم على النقاط على الحدود التركيا _ ‏السورية بالشراكة مع الامريكان وتبديل الجنود ببعضهم البعض كل فترة ١٥ يوم وبنفس الطريقة وتامين عودتهم الى ‏اقليم كوردستان العراق‎.‎ يشار ان “بيشمركة روج افا” هو فصيل كردي سوري مسلح معارض للنظام الحالي ويتبع بشكل رسمي للمجلس الوطني ‏الكردي وحليف لقوات البيشمركة الكردية العراقية في اقليم كردستان العراق، ويتشكل من مقاتلين كرد سوريين انشقوا ‏بمعظمهم عن جيش النظام، وقد شاركت قوات البيشمركة التابعة لحكومة إقليم كردستان العراق في معاركها ضد تنظيم ‏الدولة داعش ويتهمها حزب الاتحاد الديمقراطية بالتبعية لتركيا‎.‎ من جانب آخر ذكرت وسائل إعلام موالية لمليشيا سوريا الديمقراطية “قسد”، أن اجتماعاً جرى ،يوم الخميس 20 كانون ‏الاول الحالي, في مدينة القامشلي بين قيادات من مليشيا قسد وقيادات من النظام السوري في المربع الأمني، لمناقشة ‏مستقبل المنطقة، بعد قرار الولايات المتحدة الأمريكية سحب قواتها من المنطقة‎.‎ وذكرت مصادر اعلامية محلية ان النقاش قد تمحور حول تسليم الحقول النفطية التي تسيطر عليها قسد، في شرق نهر ‏الفرات للنظام‎.‎ وكانت وسائل إعلام كردية طالبت مليشيا قسد بالتحرك الفوري وتشكيل وفود للاتفاق مع النظام الأسد للوقوف بوجه ‏التهديدات التركية‎.‎ من جانب أخر كشف مصدر كوردي سوري مطلع ان وفداً من قنديل (قيادة حزب العمال الكردستاني‎ PKK ) ‎وصل الى ‏مدينة السليمانية في اقليم كوردستان العراق، يُنتظر ان يتوجه منها الى دمشق لإجراء مفاوضات مع النظام بخصوص ‏تطورات الوضع في شمال سوريا وشرق الفرات بعد القرار الامريكي المفاجئ بالانسحاب‎. ‎ ونقل موقع (باسنيوز) الكردي عن مصدر كردي ان ” وصول الوفد على وجه السرعة الى السليمانية وعزمه التوجه ‏منها الى دمشق جاء بعد ان بات ظهر ذراعه السوري حزب الاتحاد الديمقراطي‎ PYD ‎وجناحه العسكري وحدات حماية ‏الشعب‎ YPG ‎مكشوفاً بعد الاعلان الامريكي عن الانسحاب من الشمال السوري بالتزامن مع احتمالات توغل تركي ‏عسكري وشيك في المنطقة‎ “‎ مضيفاً ” أن النظام ليس لديه القوة الكافية للسيطرة على كل المنطقة التي سيسلمها‎ PYD ‎له اذا ما تيقن هذا الاخير من انه ‏سيتم إخراجه منها بالقوة كما حصل معه في عفرين‎”.‎ وأوضح ان‎ ” PKK ‎حزب براغماتي يلعب على جميع الحبال وسيدخلون في تحالف مع النظام الذي بات مضطراً لذلك ‏بسبب التطورات الميدانية شمال البلاد اثر القرار الامريكي المفاجئ بالانسحاب‎”.‎ وكان الريس الامريكي دونالد ترامب كان قد اصدر قراره بحسب القوات الامريكية من شمال وشرق سوريا ودافع بقوة ‏عن قراره المفاجئ متعهداً بأن الولايات المتحدة لن تكون بعد الآن “شرطي الشرق الأوسط” وأن الألفي جندي ‏المتمركزين في سوريا لم يعد لديهم ما يفعلونه بعد هزيمة تنظيم داعش‎.‎ وقال ترامب في تغريدة نشرها عبر صفحته الرسمية على موقع تويتر: “خططنا للبقاء في سوريا 3 أشهر، وكان ذلك قبل ‏‏7 سنوات، لم نغادر أبدا‎”.‎ وأضاف في نفس التغريدة: “عندما أصبحت رئيسا، كانت تزداد شراسة داعش، وها هو انهزم الآن هزيمة كبرى، وحان ‏الدور على الدول الأخرى مثل تركيا للقضاء على ما تبقى منه بسهولة، نحن عائدون إلى الديار‎”.‎ فيما صرح مسؤول في وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) يوم الخميس الماضي بأن 2130 عنصرا من القوات الخاصة ‏الأميركية سيغادرون سوريا في الأيام المقبلة وسينتشرون في مدينة أربيل عاصمة اقليم كوردستان‎ .‎ وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز ، قد قالت في بيان صدر منذ ايام عن البيت الابيض : «لقد بدأنا بإعادة ‏القوات الأمريكية (من سوريا) إلى الوطن ونحن ننتقل إلى المرحلة التالية من هذه الحملة‎».‎ فيما اُعلن عن ان الخارجية الامريكية قررت سحب كافة موظفيها من شمال سوريا خلال 24 ساعة، وفق ما نقلت وسائل ‏إعلام ، فيما اشارت مصادر عسكرية أمريكية الى ان الانسحاب العسكري الامريكي سيستغرق من 60 إلى 100 يوم‎ .‎ مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي “مينا” حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى