fbpx

ممنوع التجول بعد الثامنة مساء

اللبنانيون ليسوا عنصريين، والدلائل لايستهان بها.. من الدلائل التي لاتقبل الكثير من التشويش، أن معظم قيادات التنظيمات الفلسطينية ترعرت في لبنان، وكانت بيروت، وكما يقولها محمود درويش:

  • خيمتهم الأخيرة.

اليوم تبدو الأمور على النقيض، أقلّه في مواقف لبنانية من السوريين تصل إلى حدود التمييز القاتل، الذي يصل حتى حدود الحض على القتل من مثل:

  • ممنوع تجوّل السوريين ما بعد الساعة الثامنة مساء.

أو ذلك الإعلان الغريب:

  • حوادث السير يتسبب بها السوري الذي لا يعرف كيف يستخدم خطوط المشاة.

ما يحدث هنا لابد وله أسبابه. أول الأسباب، هي تلك الذاكرة التي تركها الاحتلال السوري للبنان وعلى مدى سنوات الحرب اللبنانية وما بعدها وصولاً لاغتيال الرئيس لجريري، والتي تركت ندوباً في الشخصية اللبنانية. ومن الأسباب التي لاتقل أهمية، هي مغادرة الجيش السوري للبنان، وقد أورث لبنان لحزب الله، الذي لايمثل سوى احتلالاً آخر للناس اللبنانيين. وثمة أسباب من الغباء تجاهلها، ومنها أن لبنان بإمكانياته الاقتصادية وفي تركيبته الديمغرافية لايحتمل مليوني سوري على أراضيه ينافسون سكانه الخدمات والتعليم وفرص العمل وسواها. ومع ذلك تعالوا نستطلع من الذين يحضّون على رمي السوري النازح نحو المجهول؟ ببساطة، إنه جبران باسيل ومنوعاته، وهم يعلمون تمام العلم، أن مجموع النازحين السوريين في لبنان، لا يستطيعون العودة إلى بيوتهم، بدءاً لأنه لم يتبق لهم بيوتاً يعودون إليها وقد التهمت راجمات صواريخ النظام بيوتهم، ومن ثم لأن معظم الذي سيدفعون الى العودة سيدفعون الى السجون. في هكذا حال المعادلة شديدة الحساسية، وشديدة المخاطرة، فأن يتحمل لبنان هذا العبء السوري، فنحن نطلب منه ما لاطاقة له عليه، وأن نطلب من النازحين السوريين العودة الى سوريا في ظل الحرب ونظام الطغيان، فكأنما نطالبهم بالعودة الى الهلاك وبأقدامهم وقد باتت أقدارهم الفناء.

  • إذن؟

موضوع النازحين السوريين في لبنان يتطلب العمل على أكثر من جبهة واكثر من خيار.

  • الموقف الدولي ومنظمة الامم المتحدة من هذه القضية.
  • المواقف اللبنانية وكيف لها أن توازن ما بين الموقف الأخلاقي / الإنساني، وحقيقة حال لبنان وقدرته على التحمل من انعدامها.

وفوق هذا وذاك موقف المعارضات السورية، ومدى قدرتها على اقتراح حلول توضع أمام المؤسسات الدولية القادرة على ايجاد حلول ومن بينها أن تجد طريقاً لحماية هؤلاء النازحين من الموت تحت منطق إعادتهم قسراً إلى فم الوحش، أو إيجاد صيغة لحمايتهم وبالحد الأدنى من التعبيرات الإنسانية لبقائهم في مناطق النزوح ريثما تقف سوريا على حلول أشمل، تتصل بعموم المسألة السورية. قصة بالغة التعقيد، وهي لابد وأن تأتي في المرتبة الثانية من مسألة المعتقلين السياسيين، أولئك المنسيين، ومجهولي المصير. هوذا قدر السوري. قدره: ممنوع أن يتجول ما بعد الثامنة مساء في لبنان، وأن يكون ممنوعاً عليه التجول في أي وقت في أرضه السورية تحت وابل راجمات الصواريخ. مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي “مينا” حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى