fbpx
أخر الأخبار

ما الذي سيهمس به أردوغان للأسد لحظة اللقاء؟

تقارب “تركيا أردوغان” مع “سوريا الأسد”، مازال مثار تساؤلات، تساؤلات للناس السوريين على عمومهم، كما هو تساؤل للمعارضين وكذلك لمن يوالون النظام.

كل التساؤلات تتوقف عند:

ـ ما الذي تغيّر حتى ينقلب أردوغان من توصيف بشار الأسد بأشنع التوصيفات، إلى فتح حضنه للأسد، وبإلحاح بات يلفت الأنظار؟

الأسد لم يتغيّر،  فسياسات القتل والتهجير مازالت، وخياراته في إلغاء الشراكة الوطنية على أي مستوى لم تتغير، وزاد على  هذا وذاك، الفساد وقد تضاعف في دولته حتى باتت كاميراته “الوطنية” تلتقط صورًا لرجل يبكي تسوّلاً للرغيف؟ وزاد أكثر بأنه بات وفق التوصيف الدولي:

ـملك مملكة الكبتاغون.

هذا على الجانب السوري فماذا عن الجانب التركي؟

في صحيفة “قرار” القريبة من أحمد داود أوغلو وعلي باباجان، رفيقَي إردوغان السابقَين ومعارضَيه الحاليّين، يشكّك عثمان سرت بعملية التقارب بين أنقرة ودمشق، ذلك أن “أحداً لا يعارض عملية التقارب بين البلدَين، لكن أن يكون إردوغان هو الذي يقودها فهو أشبه بكيفيّة تناول الزبادي، لا ببلع الزبادي نفسها”. وبحسب الكاتب:

ـ ليس هناك أيّ سبب لإقناع اللاجئين في تركيا بالعودة إلى سوريا، فحتى الذين هناك أي في سوريا يعانون من الأزمة الاقتصادية والمجاعة.

ما يعني أنها لست خطوة لإعادة اللاجئين السوريين إلى أراضيهم.

ـ وليس هناك ما يَضمن أنه إذا انسحب الجيش التركي من شمال سوريا، لن يجد المدنيّون طريقاً للعبور إلى تركيا.

مايعني أن الهجرة نحو تركيا لن تتوقف، وهذه المرة ليست بفعل حراب العسكر، بل بفعل قسوة الرغيف.

وبالمحصلة ما يعني أن مسألة اللاجئين السوريين لن تُحل بالمصالحة مابين النظامين.  أمّا عن مشاركة سوريا في محاربة “حزب العمال الكردستاني”، فيرى سرت أنها “ليست واقعية، وخصوصاً أن النظام في سوريا هو الذي سلّم مفاتيح المناطق الشمالية إلى الكردستاني. وفي المحصّلة، أفقد إردوغان تركيا احترامها من أجل أولويّة الفوز بانتخابات الرئاسة”. ويرى سرت أن الاستعجال في خطوات التطبيع حتى قبل اندلاع الحرب في أوكرانيا، “يدلّ على انعدام البصيرة، كما لو أن تركيا لم تراكم قوّة في وضعها الجيوبوليتيكي بسبب موقفها من الحرب الأوكرانية”. من هنا، فهي تدفع، وفق الكاتب، “تكلفة عالية لقرارات ظرفيّة تتطلّب اتباع مسار ديناميكي”، والتي يفسّرها بأن “روسيا قد تؤجّل ديون الطاقة على تركيا إلى ما بعد الانتخابات”، فيما “تعب المجتمع التركي من مسألة اللاجئين ويريد لهم العودة بأيّ ثمن”. ولكن قدرة سوريا على الاستيعاب والحقائق على أرضها، يقول سرت، غير كافية لملء عناوين مثل: “ها هي أولى خطوات التطبيع”.

معارضو أردوغان من الجانب التركي، مازالوا يرون بأن خطوة أردوغان هذه مجرد خطوة مجانية فلاهي تعيد اللاجئين  إلى بلدهم، ولا هي تجتث “قسد” من الشمال الشرقي لسوريا، وكذلك فالروس راضين عن أردوغان ولن يطالبوه بديون الطاقة الآن، ومع ما تقوله الصحيفة التركية، وسواها من الصحف المعترضة على خطوة أردوغان ،  يزداد التعقيد في قراءة خطوة اردوغان إياها، بل وتنعدم المبررات، بما فيها إمكانية نجاح الضغوطات الروسية على الرئيس التركي، وقد كانت معظم القراءات المتصلة بخطوته تتصل بإذعان أردوغان لطلبات فلاديمير بوتين، أو في رشوة الناخب التركي، وهي رشوة متصلة بإعادة اللاجئين، وهي مسألة بلاشك تقض مضاجع الأتراك الذين يحيلون الكثير من مشاكلهم الاقتصادية لمسألة اللجوء.

ما تطرحه المعارضة التركية، يعيد القصة إلى السؤال:

ـ ماهي دوافع أردوغان؟

ليس من سبب واضح يمكن أن تعثر عليه المعارضات التركية، كما ليس من سبب واحد تعثر عليه المعارضات السورية، والأهم:

ـ ليس من مبرر واحد يقدّمه الرئيس أردوغان لمن يتساءلون.

الكل بانتظار لحظة المصافحة مابين أردوغان والأسد.

ما الذي يهمس به أردوغان للأسد لحظة اللقاء؟

أهلاً بأخي االقاتل؟

هل هذا ما سيهمس به؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى