fbpx

قبل أن تنتقل النيران إلى لبنان

وكان حزب الله ينتظر الإجهاز على ما تبقّى من لبنان.. 

سيبدو ذلك أشدّ وضوحًا حين تتجول في الضاحية الجنوبية، أو حين تتابع إعلامه، وكذلك حين تعيد قراءة خطاب حسن نصر الله.
سيكون ذلك والحزب يعمل بلهفة على استعادة دوره وقد أضاعته ثورة الشباب اللبناني، الثورة التي حدّدت أهدافها بإسقاط طبقة سياسية أوغلت في الفساد وفي السطو على استقلال البلاد.
وكان حزب الله في طليعة الساطين، حتى بدا شعار “كلن يعني كلن”، وكأنه يستهدف حزب الله حصرًا، وهو الحزب الذي أنتج قيادات أحاطها بهالة من التقديس حتى بات المساس فيها يعرّض اللبناني إلى اجتياحات، كان اجتياح 7 أيار واحدًا من نماذجها.
اليوم، وحزب الله واحد من ملحقات النظام الإيراني، يجهّز نفسه للقفز على لبنان كل لبنان، فمعركة ايران مع القوات الأمريكية منحته خشبة النجاة التي يبحث عنها، وليس خطاب اليوم للمرشد العام للثورة الإيرانية الذي خص فيه هذا الحزب بالكثير من التركيز والمديح سوى التمهيد لما سيقدم عليه هذا الحزب.
ما سيقدم عليه، هو افتعال معركة مع القوات الإسرائيلية، ويظهر أن الإسرائيليين باتوا شديدي الحرص على تفويت الفرصة على هذا الحزب في افتعال مثل هذه المعركة، وذلك عبر تحييد أنفسهم عما يحدث على الجبهة الأمريكية / الإيرانية، وكنا قد استمعنا الى قيادات اسرائيلية، (ومن بينها نتنياهو) وهم يؤكدون على تحييد جبهتهم من الانغماس في أي عمل عسكري.
بالنسبة لحزب الله، لن يكون بعيدًا عنه خلق الذرائع ليفتح جبهة كهذه، فلهذا الحزب سوابق في اغتيال شخصيات لبنانية، وليس مستبعدًا أن يقوم بعمليات وسخة، كأن يقوم باغتيال أحد قياداته تصفية لحسابات داخلية ومن ثم يلقي باللائمة على الاسرائيليين، ومن هذه النافذة يفتح الحرب على اسرائيل، لأهداف محض لبنانية يمكن تلخيصها بـ:
ـ استعادة دوره الضائع في لبنان عبر تصدير مشاكله الى المجابهة مع الاسرائليلي.
ـ نيل الذرائع الكافية لمحو منتجات الثورة اللبنانية التي سعت ومنذ بداياتها لتجنب الاصطدام بحزب الله.
ـ تجديد دوره مع الراعي الإيراني بما يكرسه كرقم صعب في معادلة الصراع.
قلب المعادلات والأولويات اللبنانية، فاللبنانيون الذين ذاقوا مرارة الحرب الأهلية، كما ذاقوا مرارة الاجتياحات الإسرائيلية، وكذلك شهدوا منتجات حرب تموز بما فيها (من نصر إلهي)، هو ذلك النصر الذي يعني تهديم المدن، وحرق الموارد، ورهن لبنان للمحاور وهو لبنان الذي كان يمكنه أن يكون منارة هذا الشرق ومطبعته، ومدينته، ومساحة اشعاعه، وقد حوّله حزب الله الى “مزبلة” للصراعات الاقليمية التي لن يحصد اللبناني منها سوى الغرق بدمه.
الحرب الأمريكية الإيرانية قد تنخفض شدتها بما يجعل المتحاربين يتوقفون عند ضربة وضربة مضادة، غير أن لحزب الله مشروع آخر، لن يحققه سوى بإشعال فتيل الحرب التي لن ينتصر فيها سوى على اللبنانيين أما الاسرائيليون فلديهم من السلاح والعتاد والمقدرات ما يكفيهم للحد من خسائرهم بمواجهة خسائر لانهاية لها ستترتب على لبنان.
القوى والاحزاب والمجتمع اللبناني، بما فيه الجزء الأعظم من المجتمع الشيعي، يرفضون الحرب، ويعرفون مهالكها، وأية حرب مقبلة قد تقع عليهم ستعيدهم مئة سنة للوراء وهو بالتحديد ما يبتغيه حزب الله، فحزب كهذا لن يعيش خارج ثقافة الادغال، وعلى الحرب أن تكون الجسر الذي يأخذ لبنان إلى الأدغال وهناك سيعثر حزب الله على جنته الموعودة.
اللبنانيون اليوم، هم الأكثر تخوّفًا من انتقال الصراع الى شوارعهم وحقولهم وبيوتهم ومدارس أطفالهم، وحزب الله وحده من يشعل النيران في ثياب اللبنانيين.
حرب على الجبهة الايرانية؟
نعم.

والخوف كل الخوف أن تضغط هناك فتنتفخ هنا، وهذا ليس بالأمر البعيد. 

Read More

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى