fbpx

مقتل البغدادي.. تركيا تبيع ممتلكاتها

إذا كان مقتل البغدادي يعني مقتل أحد أيرز قيادات التنظيمات الارهابية في اللحظة الراهنة، فمقتله سيطرح السؤال الأكثر أهمية من مقتله:
ـ من سيتقبل التعازي بمقتل الرجل؟

السؤال يعني فيما يعنيه، من هي العواصم التي رعت البغدادي، أو تلك التي استثمرته حيًا، وربما استثمرته جثة؟

هذا السؤال سيطرح أسئلة لاحقة:

ـ كيف وصل البغدادي إلى قرية بريشا، القريبة من سرمدا، وهي المدارة من الحكومة التركية إشرافًا ورعاية، واكثر من ذلك خط دفاعها الاول في طموحاتها السورية التي ستعني التمدد التركي، بل والتوسع التركي إن لم نقل الاحتلال التركي واللعب في الصيغة السورية.

كل المؤشرات تفيد بأن وصول الرجل وزوجتيه الى تلك المنطقة، لن يكون رحلة سهلة، سياحية، مكيفة وهادئة، فهذا النوع من الرحلات المحفوف بالمخاطر، لن يكون دون رعاية والرعاية هنا، ودون أدنى شك هي رعاية من يمسك الأرض في هذه المنطقة وهو التركي حصرًا.

مقتل البغدادي، يؤكد وبكل المعايير أن الحكومة التركية كانت على تنسيق مع “داعش”، ولن يكون عبوره الى هذه المنطقة دون التوافق مع جبهة النصرة، حليفة الرئيس أردوغان وخصم “داعش”، وبالتالي فلن يكون دخوله المنطقة دون حراسة تركية، وترتيبات تركية، وصفقة تركية / نصراوية، انتهت بصفقة تركية / امريكية، هي البيع الصريح، لحليف غامض، ولدى الاتراك تاريخ من البيع والشراء والقتل، فالمثل الأرمني يقول:”إذا لم يجد التركي من يقتله، يقتل أباه”، وربما كان هذا ماحدث للبغداي، والذي سيطارده سؤال:

ـ ماذا كنت تفعل في ادلب، أليست إدلب أيضا تحت ضمانة تركية وفق اتفاق سوتشي؟

مصادر صرحت ل CNN أن البغدادي قُتل في غارة على إدلب وبمعلومات استخبارية من دولة إقليمية..
ـ دولة إقليمية؟!

إذا كان صحيحًا أن البغدادي قد قُتل، تكون تركيا قد لعبت ورقتها الأخيرة في غزوتها على روجآفا.
تركيا لديها علاقات مع داعش وذلك لا يُخفى على أحد، وهي كانت بالطبع على علم بموقع البغدادي وكانت على الأغلب تحميه.

تصريحات الجنرال مظلوم عبدي أن قواته مستمرة بالتعاون مع التحالف لمحاربة داعش وتصريحات الأمريكان من سيناتورات وضباط سابقين حاربوا في شمال شرقي سوريا أن خطر داعش ما زال مستمراً وأن سحب الجنود الأمريكان خاطئ لأنه سيؤدي إلى تنشيط داعش، كل هذا وأمور أخرى قد لا نعرفها وقد تتضح مستقبلاً دفعت تركيا لِلَعب ورقة الإفصاح عن مكان البغدادي واعطاء المعلومات للجيش الأمريكي لشن الغارة وقتل البغدادي.

ما يترتب على مقتل البغدادي سيصب حتماً في مصلحة تركيا ويقوي موقف ترامب في سحب الجيش الامريكي الذي كان الطرف الأقوى في الحرب على داعش.

مقتل البغدادي سيكون لمصلحة تركيا في حدود الصفقة، ولكن لن يكون في مصلحتها وهي التي تنفي رعايتها للإرهاب، فهاهي الدلائل تذهب مجددًا للتاكيد على رعاية تركيا للإرهاب، وإن كانت قد ذهبت في خطوة لاحقة إلى القول بأن تركيا:

ـ تبيع الارهاب.

نعم من رعاية الارهاب الى بيعه، ,قد تكون هناك أيضاً صفقة سرية بين أردوغان وترامب إحدى طرفيها تقديم معلومات عن البغدادي لأمريكا وسيتكشف أطرافها الأُخرى تباعاً بناءً على مدى تطاول تركيا وشدة هجمتها في شمال شرق سوريا.

مقتل البغدادي وإن كان تشتيتا قويا لداعش التي ستتفتت في المدى القريب وقد تؤدي إلى نهاية تنظيم داعش الارهابي بشكله الحالي، بدون أي شك سيكون في خدمة أردوغان وترامب وقد يخرج السلطان المغرور اليوم ويقول بأن تركيا هي التي قدمت المعلومات لأمريكا لقتل البغدادي.

الأمور تزداد تعقيداً في شمال شرقي سوريا والرؤيا تزداد ضبابية والأوراق تختلط أكثر بمقتل البغدادي الذي كان يأتمر بأمر أردوغان.

قُتل البغدادي أمير داعش. وأردوغان، سلطان داعش الفعلي ما زال حراً وبيده قوة الناتو وبقايا داعش والقاعدة ومرتزقة المعارضة السورية، وما زال مستمراً في حرب الإبادة العرقية على شمال شرقي سوريا.

أمريكا التي قتلت البغدادي أمير داعش مطلوب منها أن توقف أردوغان السلطان الفعلي لداعش عند حدوده وتلجمه وتقصقص أجنحة تمدده وكسر أحلامه العثمانية.

لننتظر النتائج وعلى ضوئها تتوضح إن كانت ورقة مقتل البغدادي هي ورقة أردوغان الأخيرة أم أن هناك أوراق أخرى يستطيع سلطان داعش لعبها.

كل هذا الكلام مبني على أن مقتل البغدادي كان بتعاون استخباري تركي / امريكي، ولكن ماذا لو لم يكن للاستخبارات التركية دور في هذه العملية؟ماذا لو كانت تغريدة مظلوم عبدي قائد قوات قسد دقيقة، تلك التي تفيد بأن استخباراته كانت قد قدمت المعلومات للقوات الأمريكية.

عندها سنقول:

ـ تركيا خسرت قطعة من ممتلكاتها.
ـ مقتل البغدادي على مافيه من أسرار، سيبقى عنوانه:
ـ تركيا تبيع ممتلكاتها.

مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي

حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى