fbpx

أنفاق تجارة الحشيش القديمة الجديدة في جنوب لبنان

مع نهاية حرب تموز 2006 ظهر غسان بن جدو برفقة كاميرا الجزيرة، وهو يتجول في مجموعة من الأنفاق البدائية في جنوب لبنان، وأراد يومها أن يتوج حكاية الانتصار المزعوم على إسرائيل، والتي تتمثل في تصوير حزب الله، بتلك القوة الخارقة، التي نجحت في التصدي لإسرائيل، ونجحت في قصف مدن الشمال، حيفا وصفد والناصرة بالصواريخ لأول مرة. صواريخ حزب الله تلك كانت مجرد مرابض فردية، يتم استخدامها لمرة واحدة، وبالتالي كانت كمية إطلاق الصواريخ محدودة، ومتدنية جداً إذ إن مجمل ما كان يطلقه حزب الله يومياً لا يتجاوز 100قذيفة وصاروخ متعدد الأحجام، بعض تلك الصواريخ سقطت على أحياء فلسطينية، وسقط ضحايا فلسطينيون في حيفا والناصرة وغيرها. بمقارنة بسيطة، إن ما أطلقته غزة في حربها عام 2014 هو 400قذيفة وصاروخ خلال أول 24ساعة للحرب، مع إن غزة أرض مكشوفة وصغيرة جداً قياساً بالمساحات التي يسيطر عليها حزب الله في الجنوب اللبناني. وأما حكاية الأنفاق فتلك قصة يعرفها تجار الحشيش جيداً، فقد كانت تستخدم لغايات التعاون بين المافيا الإسرائيلية ومافيا حزب الله في تصدير الحشيش اللبناني إلى إسرائيل. بالعموم، ما يعانيه حزب الله اليوم هو أنه يواجه أزمة خانقة ومتعددة، أبرزها سيل العقوبات الاقتصادية عليه، وشح المال الإيراني، وهو ما حاول تعويضه قبل أشهر من خلال حملات التبرعات، إضافة الى حالة الترقب بما سيحدث في سوريا، حيث إيران راحلة لا محالة، وحزب الله منكفئ على نفسه في لبنان، ولهذا باتت الأزمات تتوالى. حزب الله من جانب لا يريد حكومة لبنانية حالياً، لأن أي حكومة لبنانية سوف تكون مسؤولة أمام المجتمع الدولي الذي سيفرض عليها وصايا جديدة في حال بدأت مرحلة إخراج إيران من سوريا، وهو أيضاً يعيش أزمة أخلاقية في مواجهة الشعوب العربية، لأنه استنزف نفسه من خلال خطابه الطائفي في سوريا، ما يعني أنه بحاجة الى ثوب جديد يحتمي به، ويخفي تلك البشاعة التي أطل بها بحق الشعب السوري. الطريقة الأفضل والأسهل لديه، هو أن يعيد تصدير نفسه كحزب مقاوم، وبما أنه عاجز عن الاشتباك مع إسرائيل، فقد اختار حكاية الانفاق، حيث أعلنت إسرائيل وعلى لسان الناطق باسم جيشها أنهم شاهدوا أول تلك الأنفاق من خلال دخول شاحنات لحزب الله وقيامها بنقل الأتربة من داخل أحد المنازل المحاذية للشريط الشائك، ما يعني باختصار، أن الحزب افتعل هذا الأمر على طريقة (تعالوا وشاهدوني) بهدف استفزاز إسرائيل، والتي بالطبع بحاجة إلى أي ذريعة ضد إيران وحزب الله. على حزب الله ان يخبرهم بحكاية الأنفاق، وأنها قديمة، وكانت مخصصة للحشيش، وليست على الطريقة الفيتنامية. مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي “مينا” حقوق النشر والطبع ورقياً والكترونياً محفوظة لصالح مرصد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإعلامي©.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى